أصاب فقد أخطأ» حيث أخطأ الطريق لا محالة.
وأولى سمات التفسير الصوفي البارزة ، هو التكلم بلا هوادة ، والأخذ في التأويل من غير ضابطة ، والاعتماد على سجع الكلام في تكلّف ظاهر.
إن التفسير الصوفي لا يعتمد على مقدّمات علمية ولا براهين منطقية ، ولا يعلّله سبب معقول ، وإنما هو شيء حسبه قد أفيض عليه بسبب إشراقات نوريّة ، جاءته من محلّ أرفع. أنه يرى من مقامه الصوفي العرفاني وصلا إلى درجة الكشف والشهود ، لتنكشف له المعاني من سجف العبارات ، وتظهر له الإشارات القدسيّة ، وتنهلّ على قلبه من سحب الغيب ما تحمله الآيات القرآنية والسنّة النبويّة ، من معارف سبحانية متعالية عن أفهام العامّة ، هكذا يزعم الصوفي في هواجس خياله.
وبذلك افترقت طرائق الصوفية عن مذاهب العلماء والفقهاء ، وطريقتهم القويمة في فهم الكتاب والسنة الشريفة ، ومن ثمّ لم يعتبر العلماء شيئا من تأويلات الصوفيّة ومن مشى على طريقتهم من أهل العرفان الباطني المجرّد. وسيتّضح هذا الجانب عند التعرّض لتفاسيرهم.
هذا القشيري ـ في تفسيره «لطائف الإشارات» ـ يفسّر كل بسملة من كل سورة حسبما يحلو له من مقال أو يتوح له من خيال ، من غير ضابطة يعتمد عليها أو حجة مقبولة.
هو عند تفسير البسملة من سورة الحمد يقول :
الباء في «بسم الله» حرف التضمين ، أي بالله ظهرت الحادثات ، وبه وجدت المخلوقات ، فما من حادث مخلوق ، وحاصل منسوق ، من عين وأثر وغبر ، وغير من حجر ومدر ، ونجم وشجر ، ورسم وطلل ، وحكم وعلل ، إلّا بالحق