«الله» ، ويخلو بأحواله «لله» و «في الله» ، فلا يكون فيه نصيب لغير «الله» ، وإذا أشرف على أن يصير محوا في الله ، لله ، بالله ، تداركه الحق سبحانه برحمته ، فيكاشفه بقوله : «الرحمن الرحيم» استبقاء لمهجتهم أن تتلف ، وإرادة في قلوبهم أن تنقى ، فالتلطّف سنّة منه سبحانه ؛ لئلا يفنى أولياؤه بالكلية (١).
وفي بسملة النساء :
اختلفوا في «الاسم» عمّا ذا اشتقّ ، فمنهم من قال : إنه مشتق من السموّ ، وهو العلوّ ، ومنهم من قال : إنه مشتق من السمة ، وهي الكيّة. وكلاهما في الإشارة ؛ فمن قال : إنه مشتق من «السموّ» فهو اسم من ذكره سمت رتبته ، ومن عرفه سمت حالته ، ومن صحبه سمت همّته ، فسمو الرتبة يوجب وفور المثوبات والمبارّ ، وسموّ الحالة يوجب ظهور الأنوار في الأسرار ، وسموّ الهمّة يوجب التحرّز عن رقّ الأغيار.
ومن قال : أصله من «السمة» ، فهو اسم من قصده وسم بسمة العبادة ، ومن صحبه وسم بسمة الإرادة ، ومن أحبّه وسم بسمة الخواصّ ، ومن عرفه وسم بسمة الاختصاص. فسمة العبادة توجب هيبة النار أن ترمى صاحبها بشررها ، وسمة الإرادة توجب حشمة الجنان أن تطمع في استرقاق صاحبها ، مع شرف خطرها ، وسمة الخواص توجب سقوط العجب من استحقاق القربة للماء والطينة على الجملة ، وسمة الاختصاص توجب امتحاء الحكم عند استيلاء سلطان الحقيقة.
ويقال : اسم من واصله سما عنده عن الأوهام قدره سبحانه. ومن فاصله
__________________
(١) لطائف الإشارات ، ج ١ ، ص ٢٢٩ ـ ٢٣٠.