تفسير كلام الله ، والذي دعا بالقائلين أنه من صنع ابن عربي ؛ حيث مذهبه في وحدة الوجود مشهور.
وهو تفسير مغلق العبارة ، لا يفهم معناها ، كما لا يوجد لها من سياق الآية أو فحواها ما يدلّ عليها ، ولو أنّ المؤلف كان واضحا في كلامه ، أو كان جمع بين التفسير الظاهر والتفسير الباطن كما فعله الميبدي لهان الأمر ، ولكنه لم يفعل شيئا من ذلك ، ممّا جعل الكتاب مغلقا ، كأكثر مواضع كتب ابن عربي ولا سيّما كتابه «الفتوحات» ومن ثم كان دليلا آخر على احتمال صحّة نسبته إليه. فهو في سورة آل عمران (رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ)(١) ، يقول : ربنا ما خلقت هذا الخلق باطلا أي شيئا غيرك ، فإن غير الحق هو الباطل ، بل جعلته أسماءك ومظاهر صفاتك ، سبحانك ، ننزّهك أن يوجد غيرك ، أي يقارن شيء فردانيّتك ، أو يثنّي وحدانيّتك. فقنا عذاب نار الاحتجاب ، بالأكوان عن أفعالك ، وبالأفعال عن صفاتك ، وبالصفات عن ذاتك ، وقاية مطلقة تامّة كافية (٢).
وفي سورة الواقعة (نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ)(٣) يقول : نحن خلقناكم بإظهاركم بوجودنا وظهورنا في صوركم (٤).
وفي سورة الحديد (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ)(٥) يقول : وهو معكم أينما كنتم لوجودكم به ، وظهوره في مظاهركم (٦).
__________________
(١) الآية / ١٩١.
(٢) تفسير ابن عربي ، ج ١ ، ص ٢٤١ ـ ٢٤٢.
(٣) الآية / ٥٧.
(٤) تفسير ابن عربي ، ج ٢ ، ص ٥٩٣.
(٥) الآية / ٤.
(٦) تفسير ابن عربي ، ج ٢ ، ص ٥٩٩.