فيلقيه في اللوح الحفيظ مفصّلا |
|
حروفا وأشكالا وآياته تتلى |
وما فصّل الإجمال منه بعلمه |
|
وما كان إلّا كاتبا حينما يتلى |
عليه الذي ألقاه فيه مسطّر |
|
لتبلى به أكوانه وهو لا يبلى |
هو العقل حقّا حين يعقل ذاته |
|
له الكشف والتحقيق بالمشهد الأعلى (١) |
وأشنع تفسير رأيته في كلامه ما ذكره بشأن إخفائه تعالى أولياءه في صفة أعدائه ، فكانوا أولياء في صورة أعداء ، وعبادا مخلصين في زيّ عتاة متمردين. يقول في تفسير قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ)(٢) : إيجاز البيان فيه ، يا محمد! إنّ الّذين كفروا ستروا محبّتهم في ، دعهم فسواء عليهم أأنذرتهم بوعيدك الذي أرسلتك به أم لم تنذرهم لا يؤمنون بكلامك ، فإنهم لا يعقلون غيري ، وأنت تنذرهم بخلقي وهم ما عقلوه ولا شاهدوه ، وكيف يؤمنون بك وقد ختمت على قلوبهم فلم أجعل فيها متّسعا لغيري ، وعلى سمعهم ، فلا يسمعون كلاما في العالم إلّا مني. وعلى أبصارهم غشاوة ، من بهائي عند مشاهدتي فلا يبصرون سواي ، ولهم عذاب عظيم عندي أردّهم بعد هذا المشهد السنيّ إلى إنذارك ، وأحجبهم عنّي ، كما فعلت بك بعد قاب قوسين
__________________
(١) رحمة من الرحمن ، للغراب ، ج ٤ ، ص ٣٦٤ نقلا عن ديوان ابن عربي ص ١٦٤.
(٢) البقرة / ٦ ـ ٧.