قال : «تفسيرها ـ والله ـ ما نزلت آية قطّ إلا ولها تفسير». ثمّ قال : «نعم ، نزلت في التيميّ والعدويّ والعشرة معهما ، إنّهم اجتمعوا اثنا عشر فكمنوا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في العقبة ، وائتمروا بينهم ليقتلوه ، فقال بعضهم لبعض : إن فطن نقول : إنّما كنا نخوض ونلعب. وإن لم يفطن لنقتلنه ، فأنزل الله هذه الآية (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ) فقال الله لنبيّه (قُلْ أَبِاللهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ) يعني محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم (كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ) يعني عليّا عليهالسلام ، إن يعف عنهما في أن يلعنهما على المنابر ويلعن غيرهما فذلك قوله تعالى : (إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً)(١).
* س ٤٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (٦٧) [سورة التوبة : ٦٧]؟!
الجواب / قال عبد العزيز بن مسلم ، سألت الرّضا عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ).
فقال : «إن الله تبارك وتعالى لا ينسى ولا يسهو ، وإنّما ينسى ويسهو المخلوق المحدث ، ألا تسمعه عزوجل يقول : (وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا)(٢) وإنّما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم ، كما قال عزوجل : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ)(٣) ، وقوله عزّ
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٩٥ ، ح ٨٤.
(٢) مريم : ٦٤.
(٣) الحشر : ١٩.