قال : قلت : فيقول : لو لا أنّ الله منّ عليّ بفلان لهلكت؟ قال : «نعم ، لا بأس بهذا» (١).
* س ١٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (١٠٧) [يوسف : ١٠٧]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسيّ (رحمهالله تعالى) : هذا خطاب لهؤلاء الكفار الذين ذكرهم بأنهم لا يؤمنون إلّا وهم مشركون ، وتوبيخ لهم وتعنيف ، وإن كان متوجها إلى غيرهم ، فهم المعنون به ، يقول : أفآمن هؤلاء الكفار أن تجيئهم غاشية من عذاب ، وهو ما يتغشاهم من عذابه. والغاشية ما يتجلل الشيء بانبساطها عليه ، يقال : غشيه يغشاه ، فهو غاش ، وهي غاشية أو : تجيأهم القيامة بغتة أي فجأة. والبغتة والفجأة والغفلة نظائر ، وهي مجيء الشيء من غير تقدمة. قال يزيد بن مقسم الثقفي :
ولكنهم باتوا ولم أدر بغتة |
|
وأفظع شيء حين يفجؤك البغت |
والساعة مقدار من الزمان معروف ، وسمي به القيامة لتعجيل أمرها ، كتعجيل الساعة.
وقوله (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) معناه لا يعلمون بمجيئه ، فلذلك كان بغتة. والشعور إدراك الشيء بما يلطف ، كدقة الشعر يقال : شعر به يشعر شعورا وأشعره بالأمر إشعارا ، ومنه اشتقاق الشاعر لدقة فكره (٢).
__________________
(١) تفسير العيّاشيّ : ج ٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ٩٦.
(٢) التبيان : ج ٦ ، ص ٢٠٤.