لفظ الأمر. فالمراد به الإباحة ورفع الحظر. والغنيمة ما أخذ من دار الحرب بالقهر. والفيء ما رجع إلى المسلمين ، وانتقل إليهم من المشركين. والأكل تناول الطعام بالفم مع المضغ والبلع ، فمتى فعل الصائم هذا فقد أكل في الحقيقة. والفرق بين الحلال والمباح أن الحلال من حل العقد في التحريم والمباح من التوسعة في الفعل وإن اجتمعا في الحل والطيب المستلذ ، وشبه الحلال به فسمي طيبا. واللذة نيل المشتهى. وقيل : الفاء في قوله (فَكُلُوا) على تقدير قد أحللت لكم الفداء فكلوه.
وقوله (وَاتَّقُوا اللهَ) معناه اتقوا معاصيه فإن الله غفور رحيم لمن أطاعه وترك معاصيه (١).
* س ٥٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٧٠) [الأنفال : ٧٠]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام في هذه الآية : «نزلت في العباس وعقيل ونوفل».
وقال : «إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نهى يوم بدر أن يقتل أحد من بني هاشم وأبو البختري (٢) ، فأسروا ، فأرسل عليا عليهالسلام فقال : انظر من ها هنا من بني هاشم؟ ـ قال : ـ فمرّ علي عليهالسلام على عقيل بن أبي طالب فحاد عنه ، فقال له عقيل : يا بن أمّ علي (٣) ، أما والله لقد رأيت مكاني ـ قال : ـ فرجع إلى
__________________
(١) نفس المصدر : ص ١٥٩.
(٢) أبو البختري : هو العاص بن هشام ، قيل : نهى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن قتله لأنّه لبس السلاح بمكة يوما ومنع القوم من إيذائه صلىاللهعليهوآلهوسلم وكان ممّن اهتمّ في نقض صحيفة المقاطعة المعروفة. راجع المغازي للواقدي ١ : ٨٠ ، الكامل في التاريخ ٢ : ١٢٨.
(٣) أي أقبل عليّ.