والحرّ والبرد أبدا.
قال : فيقول الجبار جلّ ذكره للملائكة الذين معهم احشروا أوليائي إلى الجنّة ، ولا توقفوهم مع الخلائق ، فقد سبق رضاي عنهم ، ووجبت رحمتي لهم ، وكيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات والسّيّئات! قال : فتسوقهم الملائكة إلى الجنّة».
وساق الحديث بطوله إلى أن قال في آخره ثم قال أبو جعفر عليهالسلام : «أمّا الجنان المذكورة في الكتاب ، فإنّهنّ : جنّة عدن ، وجنّة الفردوس ، وجنة النّعيم ، وجنّة المأوى». قال : «فإن لله عزوجل جنانا محفوفة بهذه الجنّات ، وإن المؤمن ليكون له من الجنان ما أحبّ واشتهى ، يتنعّم فيهنّ كيف يشاء ، وإذا أراد المؤمن شيئا أو اشتهى إنما دعواه فيها إذا أراد ، أن يقول : سبحانك اللهمّ ، فإذا قالها تبادرت إليه الخدم بما اشتهى من غير أن يكون طلبه منهم أو أمر به ، وذلك قوله عزوجل : (دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ) يعني الخدّام. قال : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) يعني بذلك عند ما يقضون من لذّاتهم من الجماع والطّعام والشّراب يحمدون الله عزوجل عند فراغهم» (١).
* س ١٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (١١) [يونس : ١١]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ) ، قال : لو عجّل الله لهم الشّرّ كما يستعجلون الخير لقضي لهم أجلهم ، أي فرغ من أجلهم (٢).
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ٩٥ ، ح ٦٩.
(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٠٩.