٣ ـ إنه لا يهلكهم بشركهم وظلمهم لأنفسهم ، وهم يتعاطون الحق بينهم أي : ليس من سبيل الكفار إذا قصدوا الحق في المعاملة أن يهلكهم الله بالعذاب. و (الواو) : في قوله (وَأَهْلُها) : واو الحال. وروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أنه قال : وأهلها مصلحون ينصف بعضها بعضهم (١).
* س ٤١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ (١١٧) وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ (١١٨) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١١٩) وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (١٢٠) وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنَّا عامِلُونَ (١٢١) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (١٢٢) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (١٢٣) [هود : ١١٧ ـ ١٢٣]؟!
الجواب / سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن قول الله تعالى : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ).
فقال عليهالسلام : «كانوا أمّة واحدة ، فبعث الله النبيين ليتّخذ عليهم الحجّة» (٢).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «لا يزالون مختلفين ـ في الدّين ـ إلّا من رحم ربّك ، يعني آل محمّد وأتباعهم ، يقول الله : (وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ) يعني أهل رحمة لا يختلفون في الدّين» (٣).
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٥ ، ص ٣٤٧.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٣٧٩ ، ح ٥٧٣.
(٣) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٣٨.