* س ١١ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ)(٢٣) [الأنفال : ٢٣]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : معنى الآية ان الله تعالى اخبر انه لو علم فيهم. يعني هؤلاء الكافرين انهم يصلحون لما يورده عليهم من حججه وآياته لا سمعهم إياها ولم يخلف عنهم شيئا منها وإن كان قد أزاح علتهم في التكليف بما نصب لهم من الادلة الموصولة إلى الحق ، ولكنهم لا يصلحون بل يتولون وهم معرضون. وقيل : لا سمعهم الحجج والمواعظ سماع تفهم. وقيل : لا سمعهم كلام الموتى الذين طلبوا إحياءهم من قصي بن كلاب وغيره وقال الزجاج : لا سمعهم جواب كل ما يسألون عنه. والاعراض خلاف الاقبال وهو الانصراف بالوجه عن جهة الشئ والاقبال الانصراف بالوجه إلى جهته والاستماع إيجاد السماع بايجاده والتعريض له. فان الله تعالى يسمعهم بأن يوجد السماع لهم. والانسان يسمعهم بأن يعرضهم للسماع الذي يوجد لهم ، هذا على مذهب من قال : إن الادراك معنى ، ومن قال : انه ليس بمعنى ، فمعنى الاسماع هو ان يوجد من كلامه الدال على ما يجب أن يسمعوه لكونهم أحياء لا آفة بهم في حواسهم. وقال الزجاج المعنى «ولو علم الله فيهم خيرا لا سمعهم» كلما يسألون عنه ولو اسمعهم كلما يخطر ببالهم لتولوا وهم معرضون. وقال الحسن : هو إخبار عن علمه كما قال «ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه». وفي الآية دلالة على بطلان قول من يقول : يجوز ان يكون في مقدوره لطف لو فعله بالكافر لأمن (١).
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٢٧١.