قبره ، فقال له عمر : يا رسول الله ، ألم ينهك الله أن تصليّ على أحد منهم مات أبدا ، وأن تقوم على قبره؟ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ويلك ، وهل تدري ما قلت ، إنّما قلت : اللهمّ احش قبره نارا ، وجوفه نارا ، واصله النّار». فبدا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما لم يكن يحب (١).
* س ٥٢ : بمن نزل ، قوله تعالى :
(فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ (٨١) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٢) فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ (٨٣) وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ) (٨٤) [سورة التوبة : ٨٤ ـ ٨١]؟!
الجواب / قال عليّ بن إبراهيم : نزلت في الجدّ بن قيس لمّا قال لقومه : لا تخرجوا في الحرّ ، ففضح الله الجدّ بن قيس وأصحابه ، فلمّا اجتمع لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الخيول ارتحل من ثنيّة الوداع ، وخلّف أمير المؤمنين عليهالسلام على المدينة ، فأرجف المنافقون بعليّ عليهالسلام ، فقالوا : ما خلّفه إلّا تشاؤما به. فبلغ ذلك عليّا فأخذ سيفه وسلاحه ولحق برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالجرف ، فقال له رسول الله : «يا عليّ ، ألم أخلّفك على المدينة؟». قال : «نعم ، ولكنّ المنافقين زعموا أنك خلفتني تشاؤما بي». فقال : «كذب المنافقون ـ يا عليّ ـ أما ترضى أن تكون أخي وأنا أخاك بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنّه لا نبيّ بعدي وإن كان بعدي نبي لقلت أنت ، وأنت خليفتي في أمّتي ، وأنت وزيري ووصيّي
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٠٢.