* س ٢٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) (٤٤) [الأنفال : ٤٤]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام لزرارة : «كان إبليس يوم بدر يقلّل المسلمين في أعين الكفّار ، ويكثّر الكر في أعين المسلمين ، فشدّ عليه جبرئيل عليهالسلام بالسّيف فهرب منه ، وهو يقول يا جبرئيل ، إنّي مؤجّل ، حتى وقع في البحر».
قال زرارة : فقلت لأبي جعفر عليهالسلام : لأيّ شيء كان يخاف وهو مؤجّل؟ قال : «يقطع بعض أطرافه» (١).
* س ٣٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٤٥) وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (٤٦)) [الأنفال : ٤٥ ـ ٤٤]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ : ثم أمر سبحانه بالقتال والثبات في الحرب ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً) أي : جماعة كافرة (فَاثْبُتُوا) لقتالهم ، ولا تنهزموا ، وإنما أطلق الفئة ، لأن من المعلوم أن المؤمن لا يقاتل الفئة الكافرة أو الباغية ، فحذف للإيجاز (وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً) مستعينين به على قتالهم ، ومتوقعين النصر من قبله عليهم.
وقيل معناه : واذكروا ما وعدكم الله تعالى من النصر على الأعداء في الدنيا ، والثواب في الآخرة ، ليدعوكم ذلك إلى الثبات في القتال (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) أي : لكي تفلحوا وتنجحوا بالنصر والظفر بهم ، وبالثواب عند الله
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ٢٧٧ ، ح ٤١٩.