٣ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام : «إنّهم ذبحوا جديا على قميصه» (١).
٤ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام : «قد حجبّها حبّه عن الناس ، فلا تعقل غيره» والحجاب : هو الشّغاف ، والشّغاف : هو حجاب القلب» (٢).
* س ٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها)؟!
الجواب / قال أبو الصّلت الهرويّ : لمّا جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا عليهالسلام أهل المقالات ، من أهل الإسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وسائر أهل المقالات فلم يقم أحد إلا وقد ألزمه حجّته ، كأنه ألقم حجرا ، قام إليه علي بن محمّد بن الجهم ، فقال : يا بن رسول الله ، أتقول بعصمة الأنبياء؟ قال : «نعم». فقال له : فما تقول في قوله عزوجل في يوسف : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها)؟
فقال عليهالسلام : «أمّا قوله تعالى في يوسف عليهالسلام : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها) فإنّها همّت بالمعصية ، وهمّ يوسف بقتلها إن أجبرته ، لعظم ما تداخله ، فصرف الله عنه قتلها والفاحشة ، وهو قوله عزوجل : (كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ) والسوء : القتل ، والفحشاء : الزنا» (٣).
وقال علي بن محمد بن الجهم : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليّ بن موسى عليهماالسلام فقال له المأمون : يا بن رسول الله ، أليس من قولك : «إنّ الأنبياء معصومون»؟ قال : «بلى». وذكر الحديث ، إلى أن قال فيه : فأخبرني عن قول الله تعالى : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ).
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٤١.
(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٥٧.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ١ ، ص ١٩١ ، ح ١.