ولكن لينصفهم ، كما قال له صلىاللهعليهوآلهوسلم : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ)(١) ولو قال : تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم. لم يكونوا يجيبون للمباهلة عرف أنّ نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم مؤدّ عنه رسالته ، وما هو من الكاذبين ، وكذلك عرف النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه صادق فيما يقول ، لكن أحبّ أن ينصف من نفسه» (٢).
وسئل الباقر عليهالسلام عن قوله تعالى : (فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ).
فقال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لمّا أسري بي إلى السماء الرابعة أذّن جبرئيل وأقام ، وجمع النبيّين والصدّيقين والشهداء والملائكة ، ثمّ تقدّمت وصلّيت بهم ، فلما انصرفت قال لي جبرئيل : قل لهم : بم تشهدون؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله ، وأنّ عليّا أمير المؤمنين» (٣).
* س ٥٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ) (٩٥) [يونس : ٩٥]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسيّ : هذا الكلام عطف على قوله (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ) أي من جملة من يجحد بآيات الله ولا يصدق بها فإنك إن فعلت ذلك كنت من الخاسرين. والمراد بالخطاب غير النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من جملة أمته من كان شاكا في نبوته. والنون في قوله (لا تَكُونَنَ) نون التأكيد ، وهي تدخل في غير الواجب لأنك لا تقول أنت تكونن ، دخلت في القسم على هذا الوجه لأنه يطلب بالقسم التصديق ، وبني
__________________
(١) آل عمران : ٦١.
(٢) علل الشرائع : ص ١٢٩ ، ح ١.
(٣) البحار : ج ٣٧ ، ص ٣٣٨ ، ح ٧٩ عن تأويل الآيات.