يقول : (ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي)(١) إلى آخر الآية ، وجلس أبو بكر في سقيفة بني ساعدة ، وقدم عليّ عليهالسلام فقال له عمر : بايع. فقال له عليّ عليهالسلام : «فإن أنا لم أفعل ، فمه؟» فقال له عمر : إذن أضرب ، والله ، عنقك. فقال له عليّ : «إذن ، والله ، أكون عبد الله المقتول وأخا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقال عمر : أمّا عبد الله المقتول فنعم ، وأمّا أخو رسول الله فلا ، حتى قالها ثلاثا.
فبلغ ذلك العبّاس بن عبد المطلب ، فأقبل مسرعا يهرول ، فسمعته يقول : أرفقوا بابن أخي ، ولكم عليّ أن يبايعكم. فأقبل العبّاس وأخذ بيد عليّ عليهالسلام فمسحها على يد أبي بكر ، ثم خلّوه مغضبا ، فسمعته يقول : «اللهمّ ، إنك تعلم أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد قال لي : إن تمّوا عشرين فجاهدهم ، وهو قولك في كتابك : (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ) قال : وسمعته يقول : «اللهمّ ، وإنّهم لم يتمّوا عشرين». حتى قالها ثلاثا ، ثم انصرف (٢).
* س ٤٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٦٧) [الأنفال : ٦٧]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : ما كان لنبي أن يحبس كافرا للفداء والمن حتى يثخن في الأرض ، والأثخان في الأرض تغليظ الحال بكثرة القتل. وقيل : الأثخان القتل. والثخن والغلظ والكثافة نظائر.
وقوله (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا) يعني تريدون الفداء والعرض متاع الدنيا
__________________
(١) الأعراف ٧ : ١٥٠.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٦٦ ، ح ٧٦.