* س ٤٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٧٢) [سورة التوبة : ٧٢]؟!
الجواب / قال علي بن الحسين عليهالسلام : «إذا صار أهل الجنّة في الجنّة ودخل وليّ الله إلى جنّاته ومساكنه واتّكأ كلّ مؤمن على أريكته ، حفّته خدامه ، وتهدّلت عليه الأثمار ، وتفجّرت حوله العيون ، وجرت من تحته الأنهار ، وبسطت له الزّرابيّ ، ووضعت له النّمارق ، وأتته الخدّام بما شاءت شهوته من قبل أن يسألهم ذلك ـ قال ـ ويخرج عليه الحور العين من الجنان فيمكثون بذلك ما شاء الله ، ثمّ إنّ الجبّار يشرف عليهم ، فيقول لهم : أوليائي وأهل طاعتي وسكان جنّتي في جواري ، ألا هل أنبّئكم بخير ممّا أنتم فيه؟
فيقولون : ربّنا ، وأيّ شيء خير مما نحن فيه ، نحن فيما اشتهت أنفسنا ولذّت أعيننا من النّعم في جوار الكريم! ـ قال ـ فيعود عليهم القول ، فيقولون : ربّنا نعم ، فأتنا بخير ممّا نحن فيه.
فيقول الله تبارك وتعالى : رضاي عنكم ومحبّتي لكم خير وأعظم ممّا أنتم فيه».
قال : «فيقولون : نعم ، يا ربّنا ، رضاك عنّا ، ومحبّتك لنا خير لنا وأطيب لأنفسنا». ثم قرأ علي بن الحسين عليهالسلام هذه الآية (وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)(١).
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٩٦ ، ح ٨٨.