بكى بكاء شديدا. ومعنى قوله : (وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ) أي في عمل تعمله خيرا أو شرّا (وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ) أي لا يغيب عنه (مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ)(١).
* س ٤٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (٦٣) لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)(٦٤) [يونس : ٦٤ ـ ٦٢]؟!
جواب / سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام عن قوله تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ). فقيل له : من هؤلاء الأولياء؟ فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «هم قوم أخلصوا لله تعالى في عبادته ، ونظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها ، فعرفوا آجلها حين غرّ الخلق سواهم بعاجلها ، فتركوا منها ما علموا أنه سيتركهم ، وأماتوا منها ما علموا أنه سيميتهم».
ثم قال : «أيّها المعلل نفسه بالدنيا ، الراكض على حبائلها ، المجتهد في عمارة ما سيخرب منها ، ألم تر إلى مصارع آبائك في البلى (٢) ، ومضاجع أبنائك تحت الجنادل والثّرى ، كم مرّضت بيديك وعلّلت بكفّيك ، تستوصف لهم الأطباء وتستعتب لهم الأحباء فلم يغن عنهم غناؤك ، ولا ينجع فيهم دواؤك» (٣).
ثم قال : «تدرون من أولياء الله؟» قالوا : من هم ، يا أمير المؤمنين؟ فقال : «هم نحن وأتباعنا فمن تبعنا من بعدنا ، طوبى لهم ، وطوباهم أفضل من طوبانا».
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣١٣.
(٢) البلى : الفناء.
(٣) الأمالي : ص ٨٦ ، ح ٢.