قيل : يا أمير المؤمنين ، ما شأن طوباهم أفضل من طوبانا؟ ألسنا نحن وهم على أمر؟
قال : «لا ، لأنهم حملوا ، وأطاقوا ما لم تطيقوا» (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام ، قال : «وجدنا في كتاب علي بن الحسن عليهالسلام (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) قال : إذا أدوا فرائض الله ، وأخذوا بسنن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتورعوا عن محارم الله ، وزهدوا في عاجل زهرة الدنيا ، ورغبوا فيما عند الله ، واكتسبوا الطيب من رزق الله ، لا يريدون به التفاخر والتكاثر ، ثم أنفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة ، فأولئك الذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا ، ويثابون على ما قدموا لآخرتهم» (٢).
قال ابن بابويه مرسلا : أتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رجل من أهل البادية له حشم وجمال ، فقال : يا رسول الله ، أخبرني عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ).
فقال : «أما قوله تعالى : (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) فهي الرؤيا الحسنة ، يراها المؤمن فيبشّر بها في دنياه ، وأمّا قول الله عزوجل : (وَفِي الْآخِرَةِ) فإنّها بشارة المؤمن عند الموت ، يبشّر بها عند موته ، إن الله قد غفر لك ولمن يحملك إلى قبرك (٣).
وقال علي بن إبراهيم القمي : وقوله : (لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ) أي لا تغيير للإمامة ، والدليل على أن الكلمات الإمامة ، قوله : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً
__________________
(١) تفسير العياشيّ : ج ٢ ، ص ١٢٤ ، ح ٣٠.
(٢) تفسير العياشيّ : ج ٢ ، ص ١٢٤ ، ح ٣١.
(٣) من لا يحضره الفقيه : ج ١ ، ص ٧٩ ، ح ٣٥٦ ، الدر المنثور : ج ٤ ، ص ٣٧٥.