وقال زرارة لأبي عبد الله عليهالسلام : أرأيت قول الله عزوجل : (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ) أكلّ هؤلاء يعطى ، وإن كان لا يعرف؟ فقال : «إنّ الإمام يعطي هؤلاء جميعا ، لأنّهم قرّون له بالطاعة».
قال : قلت : فإن كانوا لا يعرفون؟ فقال : «يا زرارة ، لو كان يعطي من يعرف دون من لا يعرف ما يوجد لها موضع ، وإنّما يعطي من لا يعرف ليرغب في الدّين فيثبت عليه ، فأمّا اليوم فلا تعطها أنت وأصحابك إلّا من يعرف ، فمن وجدت من أصحابك هؤلاء المسلمين عارفا فأعطه دون الناس». ثمّ قال : «سهم المؤلّفة قلوبهم وسهم الرّقاب عامّ ، والباقي خاصّ».
قال : قلت : فإن لم يوجدوا؟ قال : «لا تكون فريضة فرضها الله عزوجل ، إلّا يوجد لها أهل».
قال : قلت : فإن لم تسعهم الصّدقات؟ فقال : «إنّ الله فرض للفقراء في مال الأغنياء ما يسعهم ، ولو علم أن ذلك لا يسعهم لزادهم ، إنهم لم يؤتوا من قبل فريضة الله ، ولكن أتوا من منع من منعهم حقّهم لا ممّا فرض الله لهم ، ولو أنّ الناس أدّوا حقوقهم لكانوا عائشين بخير» (١).
* س ٣٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٦١) [سورة التوبة : ٦١]؟!
الجواب / ١ ـ التفسير : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّي أردت أن أستبضع
__________________
(١) الكافي : ج ٣ ، ص ٤٩٦ ، ح ١.