فلانا بضاعة إلى اليمن ، فأتيت إلى أبي جعفر عليهالسلام ، فقلت : إني أريد أن أستبضع فلانا؟ فقال لي : أما علمت أنه يشرب الخمر؟». فقلت : قد بلغني من المؤمنين أنّهم يقولون ذلك. فقال : «صدّقهم ، إنّ الله عزوجل يقول : (يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ). فقال : «يعني يصدّق الله ويصدّق المؤمنين ، لأنّه كان رؤوفا رحيما بالمؤمنين» (١).
وقال أبو جعفر الباقر عليهالسلام : «حجّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وذكر خطبة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الغدير التي تضمّنت نصب عليّ عليهالسلام إماما للناس ـ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم في خطبته :
بسم الله الرحمن الرحيم (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) الآية.
معاشر الناس ، ما قصّرت عن تبليغ ما أنزله ، وأنا مبيّن سبب هذه الآية ، أنّ جبرئيل عليهالسلام هبط إليّ مرارا ثلاثا ، يأمرني عن السّلام ربّي ، وهو السّلام ، أن أقوم في هذا المشهد ، وأعلم كلّ أبيض وأحمر وأسود أنّ عليّ بن أبي طالب أخي ووصيّي وخليفتي ، وهو الإمام بعدي الذي محلّه منّي محلّ هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ، وليّكم بعد الله ورسوله. وقد أنزل الله تبارك وتعالى عليّ بذلك آية (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)(٢) وعليّ بن أبي طالب الذي أقام الصلاة ، وآتى الزكاة وهو راكع ، يريد الله عزوجل في كلّ حال.
وسألت جبرئيل عليهالسلام أن يستعفي لي من تبليغ ذلك إليكم ، لعلمي بقلّة المتّقين ، وكثرة المنافقين ، وإدغال الآثمين ، وختل المستهزئين الذين وصفهم
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٩٥ ، ح ٨٣.
(٢) المائدة : ٥٥.