لكثر عددنا وقوينا على عدوّنا. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما كنت لألقى الله تعالى ببدعة لم يحدث لي فيها شيئا ، وما أنا من المتكلّفين. فأنزل الله تبارك وتعالى عليه : يا محمّد (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً) على سبيل الإلجاء والاضطرار في الدنيا ، كما يؤمنون عند المعاينة ورؤية البأس في الآخرة ، ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقّوا منّي ثوابا ولا مدحا ، لكنّي أريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرّين ، ليستحقّوا منّي الزّلفى والكرامة ودوام الخلود في جنّة الخلد (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ).
وأمّا قوله تعالى : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) فليس ذلك على سبيل تحريم الإيمان عليها ، ولكن على معنى أنّها ما كانت لتؤمن إلا بإذن الله ، وإذنه أمره لها بالإيمان ما كانت مكلّفة متعبّدة ، وإلجاؤه إيّاها إلى الإيمان عند زوال التكليف والتعبّد عنها».
فقال المأمون : فرّجت عني ـ يا أبا الحسن ـ فرّج الله عنك (١).
وقال أبو جعفر الباقر عليهالسلام : «الرجس هو الشكّ ، ولا نشكّ في ديننا أبدا» (٢).
* س ٦١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) (١٠١) [يونس : ١٠١]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل : (وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ).
قال : «لمّا أسري برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أتاه جبرئيل عليهالسلام بالبراق فركبها ، فأتى
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ١ ، ص ١٣٤ ، ح ٣٣.
(٢) بصائر الدرجات : ص ٢٢٦ ، ح ١٣.