٢ ـ إنهم في حكم الشاك للاضطراب الذي يجدون نفوسهم عليه عند ورود الآيات.
٣ ـ إن فيهم الشاك فغلب ذكرهم ، وإنما جعل جواب (إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍ فَلا أَعْبُدُ) وهو لا يعبد غير الله كعبادتكم ، كأنه قيل : إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله بشككم ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم أي الذي أحياكم ثم يقبضكم وهو الذي يحق له العبادة دون أوثانكم ودون كل شيء سواه (١).
* س ٦٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(١٠٥) [يونس : ١٠٥]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي (رحمهالله تعالى) : هذه الآية عطف على ما قبلها والتقدير وأمرت أن أكون من المؤمنين ، وقيل لي : أقم وجهك وقيل في معناه قولان :
١ ـ استقم بإقبالك على ما أمرت به من القيام بأعباء النبوة وتحمل أمر الشريعة ودعاء الخلق إلى الله بوجهك ، إذ من أقبل على الشيء بوجهه يجمع همته له فلم يضجع فيه.
٢ ـ أن يكون معناه أقم وجهك في الصلاة بالتوجه نحو الكعبة. والإقامة نصب الشيء المنافي لإضجاعه تقول : أقام العود إذا جعله على تلك الصفة فأما أقام بالمكان فمعناه استمر به ، والوجه عبارة عن عضو مخصوص ويستعمل بمعنى الجهة كقولهم : هذا معلوم في وجه كذا ، ويستعمل بمعنى الصواب كقولك : هذا وجه الرأي.
__________________
(١) التبيان : ج ٥ ، ص ٤٤٠ ـ ٤٤١.