* س ١١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلاَّ كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ) (١٤) [سورة الرعد : ١٤]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ) «فهذا مثل ضربه الله للّذين يعبدون الأصنام ، والذين يعبدون آلهة من دون الله ، فلا يستجيبون لهم بشيء ، ولا ينفعهم (إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ) ليبلغ فاه ليتناوله من بعيد ولا يناله» (١).
وقال في قوله : (وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) أي في بطلان (٢).
ثمّ قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : «جاء رجل إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله ، رأيت أمرا عظيما ، فقال : وما رأيت؟
قال : كان لي مريض ، ونعت له ماء من بئر بالأحقاف يستشفى به في برهوت (٣) ، قال : فانتهيت ومعي قربة وقدح لآخذ من مائها وأصبّ في القربة وإذا بشيء قد هبط من جوّ السماء كهيئة السلسلة ، وهو يقول : يا هذا ، اسقني ، الساعة أموت. فرفعت رأسي ، ورفعت إليه القدح لأسقيه ، فإذا رجل في عنقه سلسلة ، فلمّا ذهبت أناوله القدح ، اجتذب منّي حتّى علّق بالشمس ،
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦١.
(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٦١.
(٣) برهوت : بفتح الأول والثاني وضمّ الهاء وسكون الواو ، واد باليمن يوضع فيه أرواح الكفار ، وقيل : بئر بحضرموت ، وقيل : هو اسم للبلد الذي فيه هذا البئر. «معجم البلدان : ج ١ ، ص ٤٠٥».