قبل خروجها كأنّما ضرب بألف سيف ، فلو كان له قوّة الجنّ والإنس لاشتكى كلّ عرق منه على حياله بمنزلة سفّود كثير الشّعب ألقي على صوف مبتلّ ، ثمّ يطوّقه ، فلم يأت على شيء إلا انتزعه ، كذلك خروج نفس الكافر من عرق وعضو ومفصل وشعرة ، فإذا بلغت الحلقوم ضربت الملائكة وجهه ودبره ، وقيل : (أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) وذلك قوله : (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً)(١) فيقولون : حراما عليكم الجنّة محرّما».
وقال : «تخرج روحه فيضعها ملك الموت بين مطرقة وسندان فيفضخ أطراف أنامله ، وآخر ما يشدخ منه العينان ، فيسطع لها ريح منتن يتأذّى منه أهل السّماء كلّهم أجمعون ، فيقولون ، لعنة الله عليها من روح كافرة منتنة خرجت من الدنيا. فيلعنه الله ، ويلعنه اللاعنون. فإذا أتي بروحه إلى السّماء الدّنيا أغلقت عنه أبواب السّماء ، وذلك قوله : (لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ)(٢) يقول الله : ردّوها عليه فمنها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى» (٣).
وقال عليهالسلام ـ في حديث مرفوع ـ في قوله تعالى : (يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ) : «إنّما أراد وأستاههم ، إنّ الله كريم يكنّي» (٤).
* س ٣٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ) (٥١) [الأنفال : ٥١]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ : (ذلِكَ) أي : ذلك العقاب لكم (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ) أي : بما قدمتم وفعلتم. وإنما أضاف إلى اليد على التغليب
__________________
(١) الفرقان : ٢٢.
(٢) الأعراف : ٤٠.
(٣) الاختصاص : ٣٥٩.
(٤) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٦٥ ، ح ٧١.