أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ) نزلت في صلح الحديبية حين أرادوا كتاب الصّلح فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام : «اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم». فقال : سهيل بن عمرو والمشركون : ما نعرف الرّحمن إلّا صاحب اليمامة ـ يعنون مسيلمة الكذّاب ـ اكتب : باسمك اللهمّ. وهكذا كان أهل الجاهلية يكتبون.
ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله». فقال مشركو قريش : لئن كنت رسول الله ثمّ قاتلناك وصددناك لقد ظلمناك ، ولكن اكتب : هذا ما صالح محمّد بن عبد الله. فقال أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : دعنا نقاتلهم. قال : «لا ، ولكن اكتبوا كما يريدون» فأنزل الله عزوجل : (كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ) الآية.
وعن ابن عباس : أنّها نزلت في كفّار قريش حين قال لهم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : اسجدوا للرّحمن قالوا : وما الرّحمن! (١).
أما معنى (وَإِلَيْهِ مَتابِ) : أي : مرجعي وقيل : معناه إلى الرحمن توبتي (٢).
* س ٢٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) (٣١) [سورة الرعد : ٣١]؟!
الجواب / قال أبو إبراهيم عبد الحميد قلت لأبي الحسن الأوّل عليهالسلام : جعلت فداك ، أخبرني عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ورث النبيّين كلّهم؟ قال : «نعم».
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٦ ، ص ٤٥٠.
(٢) مجمع البيان : ج ٦ ، ص ٤٥١.