الذي تدعى إليه ، ليس منها ، قدّمه يا علي فاضرب عنقه» فقدّمه وضرب عنقه.
فلمّا قتل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم النّضر وعقبة خافت الأنصار أن يقتل الأسارى كلهم ، فقاموا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : يا رسول الله ، قد قتلنا سبعين ، وأسرنا سبعين ، وهم قومك وأساراك ، هبهم لنا يا رسول الله ، وخذ منهم الفداء وأطلقهم. فأنزل الله عليه : (ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً)(١) فأطلق لهم أن يأخذوا الفداء ويطلقوهم ، وشرط أن يقتل منهم في عام قابل بعدد من يأخذون منهم الفداء ، فرضوا منه بذلك ، فلمّا كان يوم أحد قتل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سبعون رجلا ، فقال من بقي من أصحابه : يا رسول الله ، ما هذا الذي أصابنا ، وقد كنت تعدنا بالنّصر؟ فأنزل الله عزوجل فيهم : (أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها) ببدر قتلتم سبعين ، وأسرتم سبعين (قُلْتُمْ أَنَّى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)(٢) بما اشترطتم» (٣).
* س ٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ (٧) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) (٨) [الأنفال : ٨ ـ ٧]؟!
الجواب / قال عليّ بن إبراهيم : رجع الحديث إلى تفسير الآيات التي لم تكتب في قوله : (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ). قال : العير ، أو قريش. قال : وقوله : (وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ) قال :
__________________
(١) الأنفال ٨ : ٦٧ ـ ٦٩.
(٢) آل عمران ٣ : ١٦٥.
(٣) تفسير القميّ ج ١ ، ص ٢٥٥.