الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ)(١).
* س ٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (١٠) [يونس : ١٠]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام : «إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سئل عن قول الله عزوجل : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً)(٢).
فقال : يا عليّ ، إنّ الوفد لا يكونون إلّا ركبانا ، أولئك رجال اتّقوا الله فأحبّهم الله عزّ ذكره واختصّهم ورضي أعمالهم فسمّاهم المتّقين. ثمّ قال له : يا عليّ ، أما والذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة إنهم ليخرجون من قبورهم ، وإنّ الملائكة تستقبلهم بنوق من نوق الجنّة. عليها رحال الذّهب ، مكلّلة بالدرّ والياقوت ، وجلائلها الاستبرق والسّندس ، وخطمها جدل الأرجوان ، تطير بهم إلى المحشر ، مع كل رجل منهم ألف ملك من قدّامه وعن يمينه وعن شماله ، يزفّونهم زفا حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنّة الأعظم. وعلى باب الجنّة شجرة ، إنّ الورقة منها ليستظلّ تحتها ألف رجل من الناس ، وعن يمين الشجرة عين مطهّرة مزكّية ـ قال ـ فيسقون منها شربة شربة فيطهّر الله بها قلوبهم من الحسد ، ويسقط عن أبشارهم الشعر وذلك قوله عزوجل : (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً)(٣) من تلك العين المطهّرة. قال : ثم يصرفون إلى عين أخرى عن يسار الشجرة ، فيغتسلون فيها ، وهي عين الحياة فلا يموتون أبدا.
قال : ثمّ يوقف بهم قدّام العرش ، وقد سلموا من الآفات والأسقام
__________________
(١) التوحيد : ص ٢٤١ ، ح ١.
(٢) مريم : ٨٥.
(٣) الإنسان : ٢١.