«هم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفّار ، فهم المرجون لأمر الله» (١).
* س ٦٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٠٧) لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) (١٠٨) [سورة التوبة : ١٠٨ ـ ١٠٧]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : إنه كان سبب نزولها أنّه جاء قوم من المنافقين إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقالوا : يا رسول الله ، أتأذن لنا أن نبني مسجدا في بني سالم للعليل ، واللّيلة المطيرة ، وللشيخ الفاني؟ فأذن لهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو على الخروج إلى تبوك. فقالوا : يا رسول الله ، لو أتيتنا فصلّيت فيه؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنا على جناح السّفر ، فإذا وافيت ـ إن شاء الله ـ أتيته فصلّيت فيه».
فلمّا أقبل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من تبوك نزلت عليه هذه الآية في شأن المسجد وأبي عامر الرّاهب ، وقد كانوا حلفوا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّهم يبنون ذلك للصّلاح والحسنى ، فأنزل الله على رسوله (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ) يعني أبا عامر الرّاهب ، كان يأتيهم فيذكر رسول الله وأصحابه (وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ) يعني مسجد قبا (٢) (أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ١١٠ ، ذيل الحديث ١٣٠.
(٢) قبا : قرية قرب المدينة على ميلين منها ، فيها مسجد التقوى. «معجم البلدان : ج ٤ ، ص ٣٠١».