* س ٣٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (٤٤) إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (٤٥) وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ (٤٦) لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلاَّ خَبالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (٤٧) [سورة التوبة : ٤٧ ـ ٤٤]؟!
الجواب / قال عليّ بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) إلى قوله : (ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالاً) : أي وبالا ، (وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ) أي هربوا عنكم ، وتخلّف عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قوم من أهل الثّبات والبصائر لم يكن يلحقهم شكّ ولا ارتياب ، ولكنّهم قالوا : نلحق برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، منهم : أبو خيثمة وكان قويّا ، وكانت له زوجتان وعريشان (١) ، وكانت زوجتاه قد رشّتا عريشيه ، وبرّدتا له الماء ، وهيّأتا له طعاما ، فأشرف على عريشيه ، فلمّا نظر إليهما ، قال : لا والله ، ما هذا بإنصاف ، رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، قد خرج في الضحّ (٢) والرّيح ، وقد حمل السّلاح يجاهد في سبيل الله ، وأبو خيثمة قويّ قاعد في عريشه وامرأتين حسناوين ، لا والله ، ما هذا بإنصاف. ثمّ أخذ ناقته فشدّ عليها رحله ولحق برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنظر الناس إلى راكب على الطريق ، فأخبروا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «كن أبا خيثمة» فأقبل وأخبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بما كان
__________________
(١) العريش : ما يستظلّ به. «الصحاح ـ عرش ـ ج ٣ ، ص ١٠١٠».
(٢) الضحّ : الشمس. «الصحاح ـ ضحح ـ ج ١ ، ص ٣٨٥».