وجلّ : (فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا)(١) ، أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا» (٢).
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : «قوله : (نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ) إنّما يعني أنّهم نسوا الله في دار الدنيا فلم يعملوا بطاعته فنسيهم في الآخرة ، أي لم يجعل لهم في ثوابه شيئا فصاروا منسيّين من الجنّة ـ وقيل من الخير ـ» (٣).
* س ٤٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَعَدَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ (٦٨) كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوالاً وَأَوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) (٦٩) [سورة التوبة : ٦٩ ـ ٦٨]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : (وَعَدَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ) أخبر سبحانه أنه وعد الذين يظهرون الإسلام ، ويبطنون الكفر ، النار ، وكذلك الكفار ، وإنما فصل النفاق من الكفر ، وإن كان النفاق كفرا ، ليبين الوعيد على كل واحد من الصنفين. (خالِدِينَ فِيها) ، أي : دائمين فيها (هِيَ حَسْبُهُمْ) معناه. نار جهنم ، والعقاب فيها كفاية ذنوبهم ، كما يقول عذبتك حسب ما فعلت ، وحسب فلان ما نزل به ، أي : وعدكم على النفاق والإستهزاء ، كما وعد الذين من قبلكم من الكفار الذين فعلوا مثل فعلكم. وقيل : معناه فعلكم كفعل الذين من قبلكم من كفار الأمم الخالية (كانُوا أَشَدَّ
__________________
(١) الأعراف : ٥١.
(٢) التوحيد : ص ١٥٩ ، ح ١ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ١ ، ص ١٢٥ ، ح ١٨.
(٣) التوحيد : ص ٢٥٩ ، ح ٥.