فقلت له : وما هذه الأسابيع شهور أو أيّام ، أو ساعات؟
فقال : «يا أبا عبيدة ، إنّ العذاب أتاهم يوم الأربعاء ، في النصف من شوّال ، وصرف عنهم من يومهم ذلك ، فانطلق يونس مغاضبا فمضى يوم الخميس ، سبعة أيّام في مسيرة إلى البحر ، وسبعة أيّام في بطن الحوت ، وسبعة أيّام تحت الشّجرة بالعراء ، وسبعة أيّام في رجوعه إلى قومه ، فكان ذهابه ورجوعه مسير ثمانية وعشرين يوما ، ثمّ أتاهم فآمنوا به وصدّقوه واتّبعوه ، فلذلك قال الله : (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ)(١).
* س ٦٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٩٩) وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) (١٠٠) [يونس : ١٠٠ ـ ٩٩]؟!
الجواب / قال أبو الصّلت عبد السّلام بن صالح الهرويّ ، في مسائل سألها المأمون أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهالسلام ، فكان فيما سأله أن قال له المأمون : فما معنى قول الله تعالى : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ).
فقال الرضا عليهالسلام : «حدّثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمد بن عليّ ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : إنّ المسلمين قالوا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لو أكرهت ـ يا رسول الله ـ من قدرت عليه من الناس على الإسلام
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ١٢٩ ، ح ٤٤.