أَنْفُسِهِمْ) أي : بما في قلوبهم من الإخلاص وغيره (إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ) إن طردتهم ، تكذيبا لظاهر إيمانهم ، أو قلت فيهم غير ما أعلم (١).
* س ٢١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٣٢) قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللهُ إِنْ شاءَ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) (٣٣) [هود : ٣٣ ـ ٣٢]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : ثم حكى الله سبحانه جواب قوم نوح عما قاله لهم ، فقال : (قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا) أي : خاصمتنا ، وحاججتنا (فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا) أي : زدت في مجادلتنا على مقدار الكفاية. (فَأْتِنا بِما تَعِدُنا) من العذاب (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) في أن الله تعالى يعذبنا على الكفر أي : فلسنا نؤمن بك ، ولا نقبل منك (قالَ) نوح (إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللهُ إِنْ شاءَ) أي : لا يأتي بالعذاب إلا الله سبحانه متى شاء ، لا يقدر عليه غيره ، فإن شاء عجل وإن شاء أخر (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) أي : لا تفوتونه بالهرب (٢).
* س ٢٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (٣٤) [هود : ٣٤]؟!
الجواب / قال أبو الحسن الرضا عليهالسلام : «قال الله في قوم نوح عليهالسلام : (وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ).
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٥ ، ص ٢٦٦.
(٢) مجمع البيان : ج ٥ ، ص ٢٦٨.