حال المتأخرين عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والقاعدين عن الجهاد معه وأنهم منافقون قد طبع على قلوبهم فهم لا يفقهون. أخبر عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن معه من المؤمنين المطيعين لله ورسوله بأنهم يجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم بالأموال التي ينفقونها في مرضاة الله وعدة الجهاد ويقاتلون الكفار بنفوسهم. ثم أخبر عما أعد لهم من الجزاء على أفعالهم تلك وانقيادهم لله ورسوله ، فقال (أُولئِكَ) يعني النبي والذين معه (لَهُمُ الْخَيْراتُ) في الجنة ونعيمها وخيراتها ، وأنهم المفلحون أيضا الفائزون بكرامة الله. والخيرات هي المنافع التي تسكن النفس إليها وترتاح بها من النساء الحسان وغيره من نعيم الجنان واحده خيره ـ هذا قول أبي عبيدة ـ.
وقال رجل من بني عدي :
ولقد طعنت مجامع الربلات |
|
ربلات هند خيرة الملكات (١) |
***
والفلاح النجاح بالوصول إلى البغية من نجح الحاجة وهو قضاؤها (٢).
* س ٥٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)(٨٩) [سورة التوبة : ٨٩]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسيّ (رحمهالله تعالى) : بين الله تعالى أنه (أَعَدَّ) لهؤلاء المؤمنين والرسول (جَنَّاتٍ) يعني بساتين (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) ومعناه من تحت أشجارها (الْأَنْهارُ). والإعداد جعل الشيء مهيئا لغيره تقول :
__________________
(١) مجاز القرآن : ج ١ ، ص ٢٦٧ ، واللسان (خير) الربلة لحمة الفخذ.
(٢) التبيان : ج ٥ ، ص ٢٧٣ الشيخ الطوسي.