٢ ـ قال حنان بن سدير : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن العرش والكرسيّ؟!
فقال عليهالسلام : «إنّ للعرش صفات كثيرة مختلفة ، له في كلّ سبب وضع في القرآن صفة على حدة. فقوله : (رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) يقول ربّ الملك العظيم ، وقوله (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) يقول : على الملك احتوى (١).
* س ٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ) (٤) [يونس : ٤]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) المرجع يحتمل معنيين أحدهما : أن يكونا بمعنى المصدر الذي هو الرجوع. والآخر : أن يكون بمعنى موضع الرجوع أي : إليه موضع رجوعكم يكون إذا شاء (وَعْدَ اللهِ حَقًّا) أي : وعد الله تعالى ذلك عباده ، وعدا حقا صدقا (إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) أي : يبتدىء الخلق ابتداء ، ثم يعيدهم بعد موتهم (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي : ليؤتيهم جزاء أعمالهم (بِالْقِسْطِ) أي : بالعدل ، لا ينقص من أجورهم شيئا (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ) أي : ماء حار قد انتهى حره في النار (وَعَذابٌ أَلِيمٌ) وجيع (بِما كانُوا يَكْفُرُونَ) أي : جزاء على كفرهم.
__________________
(١) التوحيد : ص ٣٢١ ، ح ١.