وقال أبو جعفر عليهالسلام : «إنّ الله خلق الشّهور اثني عشر شهرا ، وهي ثلاثمائة وستّون يوما ، فخرج منها ستة أيّام خلق فيها السماوات والأرض ، فمن ثمّ تقاصرت الشّهور» (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «إن الله جلّ ذكره وتقدّست أسماؤه خلق الأرض قبل السّماء ، ثمّ استوى على العرش لتدبير الأمور» (٢).
أما معنى استوى والعرش :
١ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام لعبد الرحمن بن الحجّاج عند ما سأله عن قول الله عزوجل : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى)(٣) : «استوى في كلّ شيء ، فليس شيء أقرب إليه من شيء ، لم يبعد منه بعيد ولم يقرب منه قريب ، استوى في كلّ شيء» (٤).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «بذلك وصف نفسه ، وكذلك هو مستول على العرش ، بائن من خلقه ، من غير أن يكون العرش حاملا له ، ولا أنّ العرش حاو له ، ولا أنّ العرش محلّ له ، لكنّا نقول : هو حامل العرش ، وممسك للعرش ونقول في ذلك ما قال : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ)(٥) ، فثبّتنا من العرش والكرسيّ ما ثبّته ، ونفينا أن يكون العرش والكرسيّ حاويا له ، وأن يكون عزوجل محتاجا إلى مكان ، أو إلى شيء ممّا خلق ، بل خلقه محتاجون إليه» (٦).
__________________
(١) تفسير العيّاشيّ : ج ٢ ، ص ١٢٠ ، ح ٧.
(٢) تفسير العيّاشيّ : ج ٢ ، ص ١٢٠ ، ح ٨.
(٣) طه : ٥.
(٤) التوحيد : ص ٣١٧ ، ح ٦٢٥.
(٥) البقرة : ٢٥٥.
(٦) الاحتجاج : ص ٣٣٢.