فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (٢٦) [الأنفال : ٢٦] وما هو تفسيرها؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : إنّها نزلت في قريش خاصّة (١).
قال الشيخ الطبرسيّ : ثم ذكر سبحانه حالتهم السالفة في القلة والضعف وإنعامه عليهم بالنصر والتأييد والتكثير ، فقال (وَاذْكُرُوا) معشر المهاجرين (إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ) في العدد ، وكانوا كذلك قبل الهجرة في ابتداء الإسلام (مُسْتَضْعَفُونَ) يطلب ضعفكم بتوهين أمركم (فِي الْأَرْضِ) أي : في مكة ، ...
(تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ) أي : يستلبكم المشركون من العرب إن خرجتم منها. وقيل : إنه يعني بالناس كفار قريش ... ، وقيل : فارس والروم ...
(فَآواكُمْ) أي : جعل لكم مأوى ترجعون إليه ، يعني المدينة دار الهجرة. (وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ) أي : قواكم. (وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) يعني : الغنائم أحلها لكم ، ولم يحلها لأحد قبلكم. وقيل : هي عامة في جميع ما أعطاهم من الأطعمة اللذيذة (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) أي : لكي تشكروا ، والمعنى : قابلوا حالكم التي أنتم عليها الآن ، تلك الحال المتقدمة ليتبين لكم موضع النعمة ، فتشكروا عليها (٢).
* س ١٥ : ما هو سبب النزول قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٧)) [الأنفال : ٢٧]؟!
الجواب / قال الطّبرسي : عن الباقر والصادق عليهالسلام : نزلت في أبي لبابة
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٢٧١.
(٢) مجمع البيان : ج ٤ ، ص ٤٤٨ ، الشيخ الطبرسيّ.