لترضوا عنهم ، وتأبى قلوبهم إلا العداوة ، والغدر ، ونقض العهد. (وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ) أي متمردون في الكفر والشرك. وقال الجبائي : أراد كلهم فاسقون ، لكنه وضع الخصوص موضع العموم. وقال القاضي : معناه أكثرهم خارجون عن طريق الوفاء بالعهد ، وأراد بذلك رؤساءهم (١).
* س ٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(اشْتَرَوْا بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٩) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (١٠) فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (١١) [سورة التوبة : ٩ ـ ١١]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ : ثمّ بين سبحانه خصال القوم فقال : (اشْتَرَوْا بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ) ومعناه : أعرضوا عن دين الله ، وصدوا الناس عنه بشيء يسير نالوه من الدنيا ، وأصل الاشتراء : استبدال ما كان من المتاع بالثمن ، ونقيضه البيع ، وهو العقد على تسليم المتاع بالثمن. ومعنى الفاء هنا أن اشتراءهم هذا أداهم إلى الصد عن الإسلام ، وهذا ورد في قوم من العرب جمعهم أبو سفيان على طعامه ليستميلهم على عداوة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. وقيل : ورد في اليهود الذين كانوا يأخذون الرشا من العوام على الحكم بالباطل. (إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) أي : بئس العمل عملهم. (لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً) سبق معناه. والفائدة في الإعادة أن الأول في صفة الناقضين للعهد ، والثاني في صفة الذين اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا. وقيل : إنما كرر تأكيدا.
(وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ) أي : المجاوزون الحد في الكفر والطغيان.
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٥ ، ص ١٨. بتصرف.