نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ) أي تتبع ما قدّمت (وَرُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) أي بطل عنهم ما كانوا يفترون.
* س ٢٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (٣١) فَذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٣٢) كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٣٣) [يونس : ٣٣ ـ ٣١]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : ثمّ قرر سبحانه أدلة التوحيد والبعث عليهم ، فقال : (قُلْ) يا محمد لهؤلاء الكفار (مَنْ يَرْزُقُكُمْ) أي : من يخلق لكم الأرزاق (مِنَ السَّماءِ) بإنزال المطر والغيب (وَ) من (الْأَرْضِ) بإخراج النبات ، وأنواع الثمار. والرزق : في اللغة هو العطاء الجاري. يقال رزق السلطان الجند ، إلا أن كل رزق فإن الله هو الرزاق به ، لأنه لو لم يطلقه على يد ذلك الإنسان ، لم يجىء منه شيء ، فلا يطلق اسم الرزاق إلا على الله تعالى.
ويقيد في غيره كما لا يطلق اسم الرب إلا عليه ، ويقيد في غيره ، فيقال رب الدار ، ورب الضيعة ، ولا يجوز أن يخلق الله حيوانا يريد تبقيته إلا ويرزقه ، لأنه إذا أراد بقاءه فلا بد له من الغذاء (أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ) معناه : أم من يملك أن يعطيكم الأسماع ، والأبصار ، فيقويها وينورها ، ولو شاء لسلب نورها وحسها.
(وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) قيل : معناه ومن يخرج الإنسان من النطفة والنطفة من الإنسان. وقيل : معناه ومن يخرج