حدّهم وحديدهم عليه» (١).
وقال علي بن إبراهيم القميّ : ثمّ ذكر البخلاء ، وسمّاهم منافقين وكاذبين ، فقال (وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ) إلى قوله : (أَخْلَفُوا اللهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ)(٢) وقال أبو جعفر عليهالسلام : «هو ثعلبة بن حاطب بن عمرو بن عوف ، كان محتاجا فعاهد الله ، فلمّا أتاه الله بخل به» (٣).
* س ٥٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ وَأَنَّ اللهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (٧٨) الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٧٩) [سورة التوبة : ٧٩ ـ ٧٨]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام : ثمّ ذكر المنافقين ، فقال : (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ وَأَنَّ اللهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ). وقال : وأمّا قوله : (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ) فجاء سالم بن عمير الأنصاري بصاع من تمر ، فقال : يا رسول الله ، كنت ليلتي أجيرا لجرير حتى نلت صاعين تمرا ، أما أحدهما فأمسكته ، وأمّا الآخر فأقرضه ربّي ، فأمر رسول الله أن ينبذه في الصّدقات ، فسخر منه المنافقون ، وقالوا : والله إنّ الله لغنيّ عن هذا الصاع ، ما يصنع الله بصاعه شيئا! ولكنّ أبا عقيل أراد أن يذكر نفسه ليعطى من الصّدقات ، فقال : (سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)(٤).
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٩٩ ، ح ٩٠.
(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٠١.
(٣) نفس المصدر السابق.
(٤) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٠١ ، وقيل عبد الرحمن بن عوف لمز علي عليهالسلام ـ عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ تفسير العياشي : ج ٢ ، ص ١٠١ ، ح ٩٣.