* س ٥٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٩١) وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ (٩٢) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِياءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (٩٣) [سورة التوبة : ٩٣ ـ ٩١]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : جاء البكاءون إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهم سبعة من بني عمرو بن عوف سالم بن عمير ، قد شهد بدرا ، لا اختلاف فيه ، ومن بني واقف هرميّ بن عمير (١) ، ومن بني حارثة علبة بن زيد (٢) ، وهو الذي تصدّق بعرضه (٣) ، وذلك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بصدقة ، فجعل الناس يأتون بها ، فجاء عليه ، فقال : يا رسول الله ، والله ما عندي ما أتصدّق به ، وقد جعلت عرضي حلّا.
فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «قد قبل الله صدقتك». ومن بني مازن بن النجّار ، أبو ليلى عبد الرحمن بن كعب ، ومن بني سلمة عمرو بن غنمة ، ومن
__________________
(١) انظر الاختلاف في اسمه ولقبه في المحبّر : ص ٢٨١ ، أسد الغابة : ج ٥ ، ص ٥٨ ، الإصابة : ج ٣ ، ص ٦٠١ ، ح ٦١٥.
(٢) في «ط» : ومن بني جارية علية بن يزيد ، والصواب ما في المتن وهو علبة بن زيد بن صيفي من بني حارثة ، يعدّ في أهل المدينة ، ترجم له في أسد الغابة ج ٤ ، ص ١٠ ، الإصابة : ج ٢ ، ص ٤٩٩ ، وذكر أنّه أحد البكائين وهو الذي تصدّق بعرضه ، وفي المحبّر : ص ٢٨١ : علبة بن صيفي بن عمرو بن زيد.
(٣) العرض : موضع المدح والذّم من الإنسان. وتصدقت بعرضي : أي تصدّقت به على من ذكرني بما يرجع إليّ عيبه. «النهاية : ج ٣ ، ص ٢٠٩».