بعدها ، والدليل على ذلك أنّه من أدرك ليلة النّحر إلى طلوع الفجر فقد أدرك الحجّ وأجزأ عنه منح عرفة.
فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : الحجّ الأكبر يوم النّحر ، واحتجّ بقول الله عزوجل : (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) فهي عشرون من ذي الحجّة والمحرّم وصفر وشهر ربيع الأوّل وعشر من شهر ربيع الآخر. ولو كان الحجّ الأكبر يوم عرفة لكان السّيح أربعة أشهر ويوما ، واحتجّ بقوله عزوجل : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) و [قال] : كنت أنا الأذان في الناس».
قلت : فما معنى هذه اللفظة : الحجّ الأكبر؟ فقال : «إنّما سمّي الأكبر لأنّها كانت سنة حجّ فيها المسلمون والمشركون ، ولم يحجّ المشركون بعد تلك السّنة» (١).
* س ٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (٤) [سورة التوبة : ٤]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ : (إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) قال الفراء : استثنى الله تعالى من براءته ، وبراءة رسوله ، من المشركين قوما من بني كنانة ، وبني ضمرة ، كان قد بقي من أجلهم تسعة أشهر ، أمر بإتمامها لهم ، لأنهم لم يظاهروا على المؤمنين ، ولم ينقضوا عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال ابن عباس : عنى به كل من كان بينه وبين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. عهد قبل (براءة) ، وينبغي أن يكون ابن عباس أراد بذلك من كان بينه وبينه عقد هدنة ، ولم يتعرض له بعداوة ، ولا ظاهر عليه عدوا ، لأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، صالح أهل هجر ،
__________________
(١) معاني الأخبار : ص ٢٩٦ ، ح ٥.