الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٧٤) وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (٧٥) فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٧٦) فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ)(٧٧) [سورة التوبة : ٧٧ ـ ٧٤]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام يقول : «لمّا قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ما قال في غدير خمّ وصار بالأخبية ، مرّ المقداد بجماعة منهم وهم يقولون : والله إن كنّا أصحاب كسرى وقيصر لكنّا في الخزّ والوشي والدّيباج والنساجات ، وإنّا معه في الأخشنين : نأكل الخشن ونلبس الخشن ، حتى إذا دنا موته وفنيت أيامه وحضر أجله أراد أن يولّيها عليّا من بعده ، أما والله ليعلمن».
قال : «فمضى المقداد وأخبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم به فقال : الصّلاة جامعة» قال : «فقالوا : قد رمانا المقداد فقوموا نحلف عليه ـ قال ـ فجاءوا حتى جثوا بين يديه ، فقالوا : بآبائنا وأمّهاتنا ـ يا رسول الله ـ لا والذي بعثك بالحق ، والذي أكرمك بالنبوّة ، ما قلنا ما بلغك ، لا والذي اصطفاك على البشر».
قال : «فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : بسم الله الرحمن الرحيم (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا) بك ـ يا محمّد ـ ليلة العقبة (١) (وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ) كان أحدهم يبيع الرؤوس وآخر يبيع الكراع ويفتل القرامل (٢) فأغناهم الله برسوله ، ثم جعلوا
__________________
(١) روي : الذين نفّروا برسول الله ناقته في منصوفه من تبوك أربعة عشر ، أبو الشرور ، وأبو الدّواهي ، وأبو المعازف ، وأبوه ، وطلحة ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبو عبيدة ، وأبو الأعور ، والمغيرة ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وخالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وأبو موسى الأشعريّ ، وعبد الرحمن بن عوف ، وهم الذين أنزل الله عزوجل فيهم (وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا). (الخصال : ص ٤٩٩ ، ح ٦).
(٢) القرامل : ضفائر من شعر أو صوف أو إبريسم تصل به المرأة شعرها. «لسان العرب ـ قرمل ـ ج ١١ ، ص ٥٥٦».