خويلد ، وأسر سهيل بن عمرو والنّضر بن الحارث بن كلدة وعقبة بن أبي معيط» وفلان وفلان.
فقال عقيل : إذن لا تنازعوا في تهامة ، فإن كنت قد أثخنت القوم وإلّا فاركب أكتافهم. فتبسّم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من قوله.
وكان القتلى ببدر سبعين والأسرى سبعين ، قتل منهم أمير المؤمنين عليهالسلام سبعة وعشرين ، ولم يأسر أحدا ، فجمعوا الأسارى وقرنوهم في الحبال ، وساقوهم على أقدامهم ، وجمعوا الغنائم ، وقتل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تسعة رجال ، فيهم سعد بن خيثمة ، وكان من النقباء.
فرحل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونزل الأثيل (١) عند غروب الشمس ، وهو من بدر على ستّة أميال ، فنظر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى عقبة بن أبي معيط والنّضر بن الحارث بن كلدة ، وهما في قران واحد ، فقال النّضر لعقبة : يا عقبة ، أنا وأنت مقتولان. قال عقبة : من بين قريش! قال : نعم ، لأنّ محمدا قد نظر إلينا نظرة رأيت فيها القتل. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا عليّ ، عليّ بالنّضر وعقبة» وكان النّضر رجلا جميلا عليه شعر ، فجاء علي عليهالسلام فأخذ بشعره فجرّه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقال النّضر : يا محمّد ، أسألك بالرّحم الذي بيني وبينك إلّا أجريتني كرجل من قريش إن قتلتهم قتلتني ، وإن فاديتهم فاديتني ، وإن أطلقتهم أطلقتني. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا رحم بيني وبينك ، قطع الله الرحم بالإسلام ، قدّمه يا علي فاضرب عنقه». فقدّمه وضرب عنقه. فقال عقبة : يا محمّد ، ألم تقل : لا تصبر قريش! أي لا يقتلون صبرا. قال : «أفأنت من قريش! إنما أنت علج من أهل صفّورية (٢) ، لأنت من الميلاد أكبر من أبيك
__________________
(١) الأثيل : موضع قرب المدينة. «معجم البلدان ١ : ٩٤».
(٢) صفّورية : بلدة بالأردن. «القاموس المحيط ـ صفر ـ ٢ : ٧٣».