وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) (٥٠) [الأنفال : ٥٠]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام : «إذا أراد قبض روح الكافر قال : يا ملك الموت ، انطلق أنت وأعوانك إلى عدوّي ، فإني قد ابتليته فأحسنت البلاء ، ودعوته إلى دار السّلام فأبى إلّا أن يشتمني ، وكفر بي وبنعمتي وشتمني على عرشي ، فاقبض روحه حتى تكبّه في النّار ـ قال ـ فيجيئه ملك الموت بوجه كريه كالح ، عيناه كالبرق الخاطف ، وصوته كالرّعد القاصف ، لونه كقطع الليل المظلم ، نفسه كلهب النّار ، رأسه في السّماء الدنيا ، ورجل في المشرق ورجل في المغرب ، وقدماه في الهواء ، معه سفود (١) كثير الشّعب ، معه خمس مائة ملك أعوانا ، معهم سياط من قلب جهنّم ، لينها لين السّياط ، وهي من لهب جهنّم ، ومعهم مسح (٢) أسود وجمرة من جمر جهنّم ، ثمّ يدخل عليه ملك من خزّان جهنّم يقال له : سحفاطيل فيسقيه شربة من النار ، لا يزال منها عطشانا ، حتى يدخل النّار ، فإذا نظر إلى ملك الموت شخص بصره وطار عقله ، قال : يا ملك الموت ، أرجعون». قال : «فيقول ملك الموت : (كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها)(٣).
قال : «فيقول : يا ملك الموت ، فإلى من أدع مالي وأهلي وولدي وعشيرتي وما كنت فيه من الدنيا؟ فيقول : دعهم لغيرك واخرج إلى النار».
قال : «فيضربه بالسّفود ضربة فلا يبقي منه شعبة إلّا أثبتها في كلّ عرق ومفصل ، ثمّ يجذبه جذبة فيسلّ روحه من قدميه نشطا (٤) ، فإذا بلغت الرّكبتين أمر أعوانه فأكبّوا عليه بالسّياط ضربا ، ثمّ يرفعه عنه ، فيذيقه سكراته وغمراته
__________________
(١) السفّود : حديدة ذات شعب معقفة ، يشوى به اللحم.
(٢) المسح : هو كساء من الشّعر.
(٣) المؤمنون : ١٠٠.
(٤) أي ينتزعها بسرعة واختلاس.