وقال رجل : سألت علي بن الحسين عليهالسلام عن قول الله : (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ) قال : «عنى بذلك من خالفنا من هذه الأمة ، وكلّهم يخالف بعضهم بعضا في دينهم ، وأمّا قوله : (إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ) فأولئك أولياؤنا من المؤمنين ، ولذلك خلقهم من الطّينة الطيّبة ، أما تسمع لقول إبراهيم : (رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ)(١) ـ قال ـ إيّانا عنى وأولياءه وشيعته وشيعة وصيّه ، قال : (وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ)(٢) ـ قال ـ عنى بذلك والله من جحد وصيّه ولم يتّبعه من أمّته ، وكذلك والله حال هذه الأمّة» (٣).
وقال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) هم الذين سبق الشّقاء لهم ، فحقّ عليهم القول أنّهم للنار خلقوا ، وهم الذين حقّت عليهم كلمة ربّك أنهم لا يؤمنون.
قال علي بن إبراهيم : ثمّ خاب الله نبيّه ، فقال : (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ) أي أخبارهم (ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُ) في القرآن ، وهذه السورة من أخبار الأنبياء وهلاك الأمم. ثم قال : (وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنَّا عامِلُونَ) أي نعاقبكم (وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)(٤).
وقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «جاء جبرئيل عليهالسلام إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : يا رسول الله ، إنّ الله تبارك وتعالى أرسلني إليك بهديّة لم يعطها أحدا قبلك ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قلت : وما هي؟ قال : الصبر ، وأحسن منه. قلت : وما هو؟ قال :
__________________
(١) البقرة : ١٢٦.
(٢) البقرة : ١٢٦.
(٣) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ١٦٤ ، ح ٨٢.
(٤) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣٣٨.