ينادون : لبّيك ، ومرّوا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واستحيوا أن يرجعوا إليه ، ولحقوا بالرّاية ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم للعبّاس : «من هؤلاء ، يا أبا الفضل؟». فقال : يا رسول الله ، هؤلاء الأنصار. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الآن حمي الوطيس (١)» فنزل النّصر من السّماء ، وانهزمت هوازن ، وكانوا يسمعون قعقعة السّلاح في الجوّ ، فانهزموا في كلّ وجه ، وغنم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أموالهم ونساءهم وذراريهم ، وهو قوله تعالى : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ)(٢).
وقال أبو جعفر عليهالسلام ، في قوله : (ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا) وهو القتل. (وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ).
قال : وقال رجل من بني نصر بن معاوية ، يقال له : شجرة بن ربيعة للمؤمنين وهو أسير في أيديهم : أين الخيل البلق والرّجال عليهم الثّياب البيض؟ فإنّما كان قتلنا بأيديهم ، وما كنّا نراكم فيهم إلّا كهيئة الشامة؟ قالوا : تلك الملائكة (٣).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «السّكينة : الإيمان» (٤).
__________________
(١) الوطيس : التنّور ، وهو كناية عن شدّة الأمر واضطراب الحرب. «مجمع البحرين ـ وطس ـ ج ٤ ، ص ١٢٣».
(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٢٨٥ ، السيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ، ص ٨٠.
(٣) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٢٨٨.
(٤) الكافي : ج ٢ ، ص ١٢ ، ح ٣.