أن يكون وضع اللفظ بإزاء الفرد دون العام ، وإلّا لما وقع الخلاف فيما وضع له لفظ الجلالة ، مع إن الواجب موضوع للمفهوم العام ، مع انحصاره فيه «تبارك وتعالى».
______________________________________________________
ومن الفرد الانقضائي ، فانحصار مصداق الزمان في الفرد التلبسي يقتضي خروجه عن نزاع المشتق.
هذا بخلاف ما إذا كان مورد البحث في المشتق هو المفهوم ؛ فلا مانع حينئذ من جريان النزاع في اسم الزمان كسائر المشتقات. فيقال : إن الموضوع له فيه هل هو مفهوم عام يشمل للمتلبس والمنقضي أم لا؟ وانحصاره في فرد لا يمنع عن جريان النزاع فيه ، لأن البحث إذا كان في المفهوم لا ينظر فيه إلى المصاديق ، فلا يكون عدم تحقق المصداق أو انحصاره في فرد موجبا لنفي صحة النزاع في المفهوم من جهة سعته وضيقه.
وبتعبير آخر : أن انحصار مفهوم اسم الزمان في فرد لا يوجب وضعه له ، كي لا يعقل النزاع فيه ، بل يمكن ملاحظة المفهوم العام ووضع اللفظ بإزائه. غاية الأمر : مصداق ذلك المفهوم وإن كان في الخارج منحصرا في فرد واحد ـ وهو الزمان المتلبس بالمبدإ ـ ويمتنع تحقق فرده الآخر ـ وهو الزمان المنقضي عنه المبدأ ـ إلّا إنه من الممكن أن يقال : إن لفظ «مقتل» هل هو موضوع للزمان المتصف بالقتل حالا أو للأعم منه وما انقضى عنه المبدأ ، وإن لم يتحقق في الخارج إلّا المتصف به فعلا. هذا تمام الكلام في الوجه الأول.
وأما الوجه الثاني : أعني الجواب بالنقض فقد أشار إليه بقوله : «مع إن الواجب موضوع للمفهوم العام ...» إلخ المراد بالنقض : وجود نظير اسم الزمان في انحصار المفهوم الكلي في فرد واحد.
توضيح ذلك : أن انحصار مفهوم كلي في فردين أحدهما ممكن والآخر ممتنع ؛ لا يوجب عدم إمكان وضع اللفظ للكلي ليضطر إلى وضعه للفرد الممكن فقط ، فإنه يمكن ملاحظة المعنى الجامع بين الفردين ووضع اللفظ له كما في وضع لفظ الجلالة ـ الله ـ على قول ، إذ قد وقع النزاع في وضع لفظ «الله» هل أنه للجامع ، أو علم لذاته المقدسة ، فلو لم يمكن الوضع للكلي بين الممكن والممتنع لم يصح النزاع فيه ، بل كان المتعين أنه علم لا اسم جنس ؛ كما أشار إليه بقوله : «وإلّا لما وقع الخلاف فيما وضع له لفظ الجلالة».
وأما نظير اسم الزمان في الانحصار في الفرد فهي كلمة الواجب فإنها موضوعة للمعنى الجامع مع استحالة سائر أفراده غير ذاته تعالى. فكما ان انحصار الواجب في فرد واحد غير مانع عن وضع لفظ الواجب للجامع ؛ فكذلك اسم الزمان انحصار مفهومه