وممّن نقل الإجماع ـ أيضا ـ العلّامة رحمهالله في النهاية ، حيث قال :
«إنّ الأخباريّين منهم لم يعوّلوا في اصول الدين وفروعه إلّا على أخبار الآحاد ، والاصوليّين منهم ـ كأبي جعفر الطوسيّ ـ عمل بها ولم ينكره سوى المرتضى وأتباعه ، لشبهة حصلت لهم» انتهى.
وممّن ادّعاه ـ أيضا ـ المحدّث المجلسيّ قدسسره في بعض رسائله ، حيث ادّعى تواتر الأخبار وعمل الشيعة في جميع الأعصار على العمل بخبر الواحد.
ثمّ إنّ مراد العلّامة قدسسره من الأخباريّين يمكن أن يكون مثل الصدوق وشيخه قدسسرهما ، حيث أثبتا السّهو للنبيّ صلىاللهعليهوآله والأئمّة عليهمالسلام لبعض أخبار الآحاد ، وزعما أنّ نفيه عنهم عليهمالسلام أوّل درجة في الغلوّ.
ويكون ما تقدّم في كلام الشيخ من المقلّدة الذين إذا سألوا عن التوحيد وصفات النبي صلىاللهعليهوآله والأئمّة عليهمالسلام ، قالوا : روينا كذا ، ورووا في ذلك الأخبار ، وقد نسب الشيخ قدسسره في هذا المقام من العدّة العمل بأخبار الآحاد في اصول الدين إلى بعض غفلة أصحاب الحديث.
ثمّ إنّه يمكن أن تكون الشبهة التي ادّعى العلّامة قدسسره حصولها للسيّد وأتباعه هو زعم
____________________________________
وحاصل ما أفاده السيد ابن طاوس قدسسره من دعوى الإجماع على العمل بأخبار الآحاد أنّه قال في مقام الانتقاد على السيد المرتضى ، متعجّبا منه أنّه كيف اشتبه عليه فزعم أنّ الشيعة لا يعملون بأخبار الآحاد في الامور الشرعية؟! والحال أنّ من اطّلع على التواريخ ، وشاهد عمل ذوي الاعتبار من العقلاء ، وجد العقلاء والمسلمين ونفس السيّد المرتضى ، وعلماء الشيعة الماضين ، عاملين بأخبار الآحاد من دون شك وشبهة.
(وممّن نقل الإجماع ـ أيضا ـ العلّامة رحمهالله في النهاية ، حيث قال : إنّ الأخباريين) لم يعوّلوا في اصول الدين وفروعه إلّا على أخبار الآحاد ، والاصوليون قد عملوا بها ، ولم ينكروا العمل بها إلّا السيّد المرتضى وأتباعه لشبهة حصلت لهم.
(وممّن ادّعاه ـ أيضا ـ المحدث المجلسي قدسسره) فإنّه ادّعى عمل الإمامية بأخبار الآحاد في جميع الأعصار.
(ثمّ إنّه يمكن أن تكون الشبهة التي ادّعى العلّامة قدسسره حصولها للسيّد وأتباعه) يحتمل أن يكون منشأ الشبهة أحد امور :