الهلكة لا خير فيه أصلا ، مع أنّ جعله تعليلا لوجوب الإرجاء في المقبولة وتمهيدا لوجوب طرح ما خالف الكتاب في الصحيحة قرينة على المطلوب.
فمساقه مساق قول القائل : اترك الأكل يوما خير من أن امنع منه سنة.
وقوله عليهالسلام في مقام وجوب الصبر حتى تيقّن الوقت : (لأن اصلّي بعد الوقت أحبّ إليّ من
____________________________________
أحدهما : ما أشار إليه بقوله : (بملاحظة أن الاقتحام في الهلكة لا خير فيه أصلا).
أي : إنّ التوهّم المذكور مدفوع :
أوّلا : بأن لفظ الخير لم يكن بمعنى التفضيل ، إذ لا خير في مقابله وهو الاقتحام في الهلكة ، كما تقدّم في تقريب الاستدلال بهذه الأخبار على وجوب التوقّف ، فيكون ـ حينئذ ـ تمام الخير في الوقوف عند الشبهة ، إذ الخير يكون ـ حينئذ ـ مقابلا للشر ، فلا يكون في مقابله إلّا الشر.
وثانيهما : ما أشار إليه المصنّف قدسسره بقوله :
(مع أنّ جعله تعليلا لوجوب الإرجاء في المقبولة وتمهيدا لوجوب طرح ما خالف الكتاب في الصحيحة قرينة على المطلوب).
والوجه الثاني في الجواب عن الإيراد الثاني ما أشار إليه بقوله : مع أنّ جعله أي : الخير ، علّة لوجوب الإرجاء المستفاد من الأمر الظاهر في الوجوب في قوله عليهالسلام : (فارجه حتى تلقى إمامك) في المقبولة ، وجعل الخير تمهيدا ومقدمة لوجوب طرح ما خالف الكتاب المستفاد من الأمر في قوله عليهالسلام : (فدعوه) في صحيحة ابن درّاج ، قرينة على المطلوب.
والحاصل أن جعل الخير علّة الوجوب في المقبولة ، ومقدّمة له في الصحيحة قرينة على المطلوب ، وهو الوجوب ؛ لأنّ وجوب المعلول مستلزم لوجوب علّته عقلا ، كما أن وجوب ذي المقدمة مستلزم لوجوب مقدّمته كذلك ، فيكون تمام الخير ـ حينئذ ـ في الوقوف فقط ، إذ لا خير في مقابله أصلا.
(فمساقه) أي : هذا الكلام المشتمل على لفظ الخير(مساق قول القائل : أترك الأكل يوما خير من أن امنع منه سنة) حيث لا خير في المنع عن الأكل في السنة ، فيكون تمام الخير في ترك الأكل يوما.
(وقوله عليهالسلام في مقام وجوب الصبر حتى تيقّن الوقت : (لأن اصلّي بعد الوقت أحبّ إليّ من