الفضل يدفع هذا الإيراد ، لكنّها من الآحاد ، فلا ينفع في صرف الآية من ظاهرها في مسألة حجّيّة الآحاد مع إمكان منع دلالتها على المدّعى ، لأن الغالب تعدّد من يخرج إلى الحجّ من كلّ صقع ، بحيث يكون الغالب حصول القطع من حكايتهم لحكم الله الواقعيّ عن الإمام عليهالسلام ، وحينئذ فيجب الحذر عقيب إنذارهم ، فاطلاق الرواية منزّل على الغالب.
____________________________________
نقله منه.
وأمّا بيان الضعف فلاحتمال أن يكون مدح النبي صلىاللهعليهوآله لترغيب الناس ، حتى يكثر الحفّاظ بحيث يكون نقلهم من جهة كثرتهم متواترا ومفيدا للعلم ، فلا يكون الحديث دليلا على حجّية خبر الواحد ، ولكن ظاهر الرواية المتقدّمة عن علل الفضل يدفع هذا الإيراد.
هذا الكلام من المصنّف قدسسره دفع للإيراد الثالث بالرواية المتقدّمة عن الفضل بن شاذان ، حيث بيّن الإمام عليهالسلام فيها غايات للحجّ ومنها التفقّه ، ثمّ نقل أخبار الأئمة عليهمالسلام إلى كل صفح وناحية.
ثمّ استشهد الإمام على وجوب التفقّه بهذه الآية ، فيعلم منه أنّ المراد من الإنذار هو مطلق تبليغ الأحكام الشامل لنقل الخبر أيضا ، فيكون المراد من الحذر أعمّ من مجرد تصديق خبر المخبر والاتّعاظ والاسترشاد.
فيدفع هذا الإيراد بأنّ الآية لا تختصّ بالإنذار بمعنى الإبلاغ مع التخويف ، حتى لا تشمل نقل الروايات.
(لكنّها من الآحاد) ، أي : لكن الرواية المتقدّمة تكون من أخبار الآحاد(فلا ينفع في صرف الآية عن ظاهرها) أي : وجوب الوعظ والإرشاد إلى المعنى العام الشامل لنقل الروايات.
بل دفع هذا الإيراد بهذه الرواية مستلزم للدور ، لأنها من الآحاد وحجّيتها موقوفة على شمول الآية لنقل الروايات والأخبار ، وشمولها له موقوف على حجّيّة الرواية المتقدمة ، فالنتيجة هي حجّية هذه الرواية موقوفة على حجّيتها.
(مع إمكان منع دلالتها على المدّعى ؛ لأن الغالب تعدّد من يخرج إلى الحجّ من كل صقع).
كما يمكن منع دلالة الرواية المتقدّمة على حجّيّة خبر الواحد لأن الغالب تعدّد وكثرة من يذهب إلى الحجّ من كل بلد ، فيكون إخبارهم مفيدا للعلم ، ويكون وجوب الحذر